الرجوع إلى القائمة

16 شتنبر 2025

اختتام النسخة الخامسة والعشرين من عملية “مرحبا”

Clôture de la 25ème édition de l’opération Marhaba Clôture de la 25ème édition de l’opération Marhaba

اختُتمت يوم 15 شتنبر النسخة الخامسة والعشرين من عملية الاستقبال “مرحبا”، مُكرِّسةً ربع قرن من تجربة إنسانية رائدة، تُنظَّم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتجسد بشكل متواصل متانة الروابط التي تجمع المغرب بجاليته المقيمة بالخارج.

خلال الفترة الممتدة ما بين 10 يونيو و15 شتنبر 2025، تم تسجيل ما يفوق 4 ملايين وافد (4064260)، أي بزيادة تقارب 11% مقارنة بسنة 2024. ويعكس هذا الرقم بالأساس حجم التعبئة البشرية واللوجستية التي تم تسخيرها لمواكبة عودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن.

وقد أشرفت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وبتنسيق مع مختلف الشركاء المؤسساتيين، بفتح مراكز الاستقبال ب26 موقعاً، من بينها 20 موقعاً داخل المغرب و6 بالخارج، مدعومة بموارد بشرية مكونة من 1.000 من الأطر والمساعدين. وتجدر الإشارة إلى أنّ نسخة 2025 تميّزت، وبتعليمات ملكية سامية، بفتح موقعين جديدين بكل من الداخلة والعيون، مما عزّز التغطية الترابية لمنظومة الاستقبال.

أما على المستوى الطبي-الإنساني، فقد شكّلت المساعدة التي وفّرتها فرق المؤسسة المحور الأساسي لهذه المنظومة. حيث استفاد ما مجموعه 88.441 شخصاً من خدمات الدعم، توزّعت بين المواكبة الإدارية والجمركية (20.712 حالة)، والتكفّل الطبي (7.602 حالة)، والدعم في مجال النقل (1.592 حالة). وتعكس هذه التدخلات سياسة القرب والإصغاء التي تميز المؤسسة، سواء عبر تقديم استشارات مباشرة، أو توجيه المعنيين إلى المصالح المختصة، أو التدخل في الحالات الاستعجالية.

وقد برز الجانب الطبي بشكل ملموس من خلال التكفّل بحالات حرجة كادت أن تهدد سلامة المسافرين وأسرهم. ففي ميناء طنجة المتوسط، استفاد رضيع يبلغ من العمر أربعة أشهر من الاستقرار الفوري بعد إصابته بضيق حاد في التنفس، قبل نقله إلى المستشفى الجامعي حيث استعاد تنفسه الطبيعي. وفي الموقع نفسه، تم إنقاذ مسافر قادم من سويسرا، يعاني من داء السكري، بعد دخوله في غيبوبة ناتجة عن انخفاض مستوى السكر في الدم، حيث خضع لعملية إنعاش ونقل على وجه السرعة. كما استفاد طفل آخر أصيب أثناء عملية الإركاب بسبب نوبة حمى من التدخل الطبي الفوري والنقل السريع إلى مصلحة مختصة. وفي جميع هذه الحالات، لم تقتصر فرق المؤسسة على الجانب الطبي فقط، بل قامت كذلك بمواكبة الأسر، عبر تسهيل إجراءات إلغاء الجوازات وإعادة برمجة التذاكر، ضماناً لاستمرارية السفر.

وإلى جانب التدخلات الطبية، تجسدت المساعدة أيضاً في مواجهة حالات استثنائية تخص مجموعات كاملة من المسافرين. ففي مدينة “فريجوس” بجنوب فرنسا، أدى عطل مفاجئ لحافلة تقل 42 مواطناً مغربياً مقيماً بإيطاليا إلى تدخل فريق المؤسسة بمرسيليا، بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة، مما أسفر عن توفير حافلة بديلة نحو ميناء الجزيرة الخضراء، مع تعزيز الاستقبال في ميناء طنجة المتوسط. وفي سياق آخر، استفادت حوالي خمسين أسرة متأخرة عن موعد الإركاب عبر إيطاليا من تدخل المساعدات الاجتماعيات، اللواتي تمكنّ من إعادة برمجة تذاكر السفر لدى شركات بحرية أخرى.

وتُكمل هذه التعبئة الإنسانية المستمرة الجانب التقني والتنظيمي للعملية، مما أتاح تدبير التدفقات الاستثنائية التي بلغت خلال أيام الذروة أكثر من 70.000 وافد و86.000 مغادر، وذلك دون تسجيل حوادث كبرى، مع ضمان سلاسة حركة العبور.

وبتضافر الوسائل التقنية، والدعم البشري، والتنسيق المؤسساتي، تؤكد نسخة 2025 من عملية مرحبا رسالتها الأساسية: تمكين الأسر المغربية حول العالم من ظروف سفر لائقة وآمنة، في إطار سعي دائم للتحسين، تقوده المؤسسة بشراكة مع مختلف المتدخلين.

انظر إلى الأرقام التفصيلية