أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة ثاني رمضان الأبرك 1431، بمدينة الرباط، على إعطاء انطلاقة عملية الدعم الغذائي لفائدة الفئات المعوزة بمناسبة شهر رمضان المعظم لهذه السنة. وقد انطلقت هذه العملية بشكل رمزي عبر تسليم مساعدات غذائية لعدد من الأشخاص المحتاجين بحي اليوسفية بالرباط.
كما أشرف جلالة الملك، بشارع سيدي محمد بنعبد الله بحي يعقوب المنصور بالرباط، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز سوسيو تربوي لفائدة الشباب و مركز للادماج السوسيو مهني للأشخاص المعاقين. وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مركز ثالث مخصص للتكفل بالشباب ضحايا الإدمان، ستقوم مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتشييده بشارع الجيش الملكي بنفس الحي.
وتعتبر عملية رمضان هذه المبادرة من أهم وأقدم العمليات الإنسانية السنوية التي تقوم بها محمد الخامس للتضامن منذ إحداثها. وتبلور هذه العملية ميدانيا قرب المؤسسة المتواصل من الفئات المعوزة للاستجابة لحاجياتها و تحمل صورة كرم وسخاء جميع المواطنين المغاربة، الذين عبروا من خلال المؤسسة عن تشبتهم بقيمهم الدينية والثقافية والتاريخية.
وتروم العملية تقديم المساعدة للأشخاص المعوزين والمحتاجين ولاسيما النساء الأرامل والمسنين والمعاقين. ويستفيد من عملية هذه السنة نحو مليونين و 370 ألف شخص ينتمون ل 900 473 أسرة ، 403 ألف أسرة منها بالعالم القروي، وموزعة على جميع أقاليم المملكة.
وهكذا ستحصل كل أسرة على مساعدات عبارة عن 10 كلغ من الدقيق وأربع كيلوغرامات من السكر و 5 لترات من الزيت و250 غرام من الشاي وذلك بكلفة 123 درهما لكل حصة. وسيتم في المجموع توزيع 4671 طنا من الدقيق و 1868 طنا من السكر و 116,75 طنا من الشاي و 467 ألف و مليونين و335 ألف لتر من الزيت .
ورصدت لهذه العملية الإنسانية النبيلة اعتمادات بقيمة تناهز 58 مليون درهم، تمت تعبئتها من خلال مساهمات من كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن (15 مليون و 500 ألف درهم) والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية ( 30 مليون درهم)،ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (12 مليون و 500 ألف درهم).
ولضمان مرور هذه العملية في ظروف جيدة فقد تمت تعبئة طاقم من 5000 شخص، يمثلون مختلف القطاعات ، بالإضافة إلى فريق من المساعدين الاجتماعيين والمتطوعين والطلبة.
وسعيا لضمان مرور العملية في أحسن الظروف على الصعيدين المركزي والجهوي ، فقد تم تشكيل لجنتين محلية وأخرى إقليمية للسهر الميداني عليها، وكذا الوقوف على تزويد المراكز وتحديد المستفيدين وتوزيع المساعدات.
فيما تتكفل الأبناك الشريكة للمؤسسة محمد الخامس للتضامن في مراقبة الجوانب المالية للعملية.
أما بخصوص المركز السوسيو تربوي لفائدة الشباب، الذي ستنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فيروم المساهمة في الإدماج السوسيو مهني للشباب من خلال تأطير حاملي المشاريع والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل.
كما يروم المركز الذي سيتم إنجازه من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن تشجيع روح المبادرة والعمل التطوعي لدى الشباب عبر نشر ثقافة التضامن داخل العمل الجمعوي.
ويتضمن المشروع الذي سيتم تشييده على أرض تابعة للأملاك المخزنية تمتد على مساحة 2400 متر مربع ، منها 1200 متر مربع مغطاة تم بنائها على طابقين، عدة مرافق وورشات للتكوين في الصباغة والتزيين وكهرباء البناء وإصلاح الأجهزة الكهربائية المنزلية، وإصلاح وصيانة التجهيزات التقنية، والإعلاميات والأنفوغرافيا التطبيقية.
كما يتضمن ورشة للنهوض بالأنشطة المدرة للدخل والإدماج المهني، وقاعة متعددة الاستعمالات وفضاء للاستقبال والعروض، وفضاء للتشغيل والقروض الصغرى وفضاء جمعوي وتعاوني يروم توفير التكوين والنهوض بالجمعيات والتعاونيات الصغرى والمتوسطة، ومركز للتواصل واللغات الأجنبية، وقاعتين للدعم المدرسي، وخزانة متعددة الوسائط وملعب للرياضات، ومقهى.
ويتطلب إنجاز المركز، تعبئة اعتمادات مالية بقيمة ستة ملايين درهم، يتم تمويلها في إطار مساهمة متساوية لكل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس مدينة الرباط .وسيعهد بتدبير المركز إلى المنتدى الجمعوي للتضامن بالرباط.
ومن جانبه، يروم مركز الادماج السوسيو مهني للأشخاص المعاقين المساهمة في التكفل السوسيو تربوي للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية، من خلال توفير المواكبة والمتابعة لعملية إدماجهم المدرسي والمهني عبر تنظيم ورشات للاكتساب الملائم لقدراتهم النفسية والذهنية، وتنظيم أنشطة موازية للدراسة لتحفيزهم وكذا توجيه وتأطير الآباء والأولياء والجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية.
وسيتم إنجاز المركز على مساحة 1500 متر مربع، 1200 متر مربع منها مغطاة، ويضم مكاتب إدارية وحضانة من قاعتين، وقاعة للاسترخاء وقاعة للألعاب، وعيادة للتمريض، وفناء، ومرافق صحية، وخلية للاستماع والتوجيه، وباحة للعروض وقاعة للاجتماعات.
كما يتضمن المركز وحدة طبية تتكون من قاعات للتشخيص والفحص في النطق والتحليل النفسي وتخصصات أخرى، ووحدة للتربية لفائدة الأطفال وخلية للإدماج والتتبع المدرسي، وورشات للأشغال اليدوية وقبل المهنية وفضاء للألعاب.
كما سيتم دعم البرنامج التربوي بإحداث وحدة للأسرة والجمعيات، على أن يتضمن أيضا أربع محلات تجارية بهدف ضمان موارد قارة للمركز.
وسيتم تشييد مركز الادماج السوسيو مهني للأشخاص المعاقين باعتمادات مالية تبلغ خمسة ملايين و800 ألف درهم، يتم تعبئتها من خلال التمويل الذاتي لمؤسسة محمد الخامس للتضامن ومساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس مدينة الرباط.
ومن جهته، يندرج مركز التكفل بالشباب ضحايا الإدمان ، في إطار برنامج وطني تنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية.
ويروم التصدي لتعاطي المخدرات ولاسيما في صفوف الشباب. وعلى غرار باقي المراكز المماثلة التي أنجزتها المؤسسة بعدد من مدن المملكة، يروم المركز المساهمة في التكفل الطبي والاجتماعي بالأشخاص ضحايا الإدمان.
كما يهدف إلى التحسيس والنهوض بمبادئ الوقاية من مخاطر تعاطي المخدرات، وإعادة الإدماج في المجتمع والتأطير وتكوين جمعيات الشباب.
وسيتم تشييد المركز على أرض تابعة للأملاك المخزنية تمتد على مساحة 800 متر مربع، فيما يبلغ مجموع المساحة المغطاة به 900 متر مربع ويتكون من قطب لتقليص المخاطر وآخر طبي.
ويضم قطب تقليص المخاطر فضاء للاستقبال، مكاتب للإدارة والكتابة، وفضاء حميمي، وقاعة للعروض، وقاعة للعلاج الوظيفي، وقاعة للإعلاميات، وورشة للفنون التشكيلية والتعبير المسرحي، وقاعات للاجتماعات واحتضان أنشطة الجمعيات، إلى جانب وحدة متنقلة.
ومن جانبه يتكون القطب الطبي من مكاتب لفحوصات الطب العام والإدمان، ومكتب للعلاج النفسي الجماعي، وللتحليل النفسي، وعيادة وقاعة للمراقبة...الخ.
وسيتطلب إنجاز مركز التكفل بالشباب ضحايا الإدمان رصد غلاف مالي بقيمة أربعة ملايين و200 ألف درهم، يتم تمويلها من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومساهمة كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس مدينة الرباط. وسيتم تدبيره في إطار شراكة بين المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا وجمعيات محلية.