الحملات الطبية

المساهمة في تقريب الخدمات الصحية من الفئات المعوزة

يترجم برنامج الحملات الطبية للقرب رغبة المؤسسة في دعم السياسة العمومية الرامية لضمان الولوج إلى العلاج. حيث انطلق هذا البرنامج عام 2003، ويسعى إلى تعزيز الولوج إلى العلاج والتحسين من جودة الخدمات الطبية المقدمة للفئات المعوزة.

تسهيل ولوج الفئات المعوزة إلى العلاج

إن البعد الجغرافي، والنقص في البنيات التحتية، وانتشار العلاجات التقليدية، كلها عوامل تعكس الصعوبات الكبيرة والفوارق الصارخة في الولوج إلى الخدمات الصحية بالمغرب. مازالت الجهات القروية والجبلية والقرى المعزولة والمناطق الشبه حضرية تعاني من نقص في الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية رغم الجهود المهمة التي تبذلها الدولة في سبيل التقليل من هذه التفاوتات.

ومن أجل تقديم الدعم على هذا المستوى، عبأت المؤسسة إمكانياتها لفائدة الفئات المعوزة التي لا تستطيع الولوج إلى الخدمات الصحية، بسبب بعدها الجغرافي أو غياب التغطية الاجتماعية. حيث تقوم المقاربة المعتمدة على تقريب الخدمات الطبية من الفئات المستهدفة وتوفير عرض مجاني من العلاجات الأساسية لأكبر عدد من الأشخاص. وقد سخرت المؤسسة لهذا الغرض الوسائل اللوجيستيكية والبشرية الملائمة لتقديم الدعم والمساعدة المتنقلة.

حيث تتزود المؤسسة بوحدات طبية مجهزة بآلات التشخيص وأجهزة ومعدات من مختلف التخصصات. كما تستعين بشركائها، بما في ذلك الجمعيات الطبية ووزارة الصحة والسلطات المحلية، من أجل إعداد برنامج حملات قرب طبية دائمة.

وضعت المؤسسة 7 وحدات طبية متنقلة مجهزة (4 أجهزة تصوير بالصدى- الفحص بالأشعة، عيادة طب أسنان واحدة، عيادة طب عيون واحدة، مختبر واحد للتحليلات البيولوجية) تحت تصرف الجمعيات الطبية بهدف تشجيع المبادرات المواطنة في هذا المجال

تشارك القوافل الطبية كذلك في التوعية والوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى الكشف على الأمراض الخطيرة التي تتطلب رعاية مستعجلة

إن انخراط الشركاء في هذا البرنامج يُـمَكِّن من ضمان استمرارية الخدمة الطبية على المستوى المحلي بالإضافة إلى موارد بشرية طبية من أجل الاستجابة للحاجيات المهمة للساكنة. كما أن مشاركة الأطباء وأخصائيي المجال الشبه طبي تعتبر مشاركة اختيارية وتطوعية، فهم لا يترددون في المساهمة بجهدهم ووقتهم لتقديم الاستشارات الطبية وإجراء العلاجات الضرورية للسكان المستفيدين.

يشمل هذا البرنامج السنوي تنظيم حملات طبية، تشرف عليها المؤسسة بشكل مباشر أو في إطار الدعم المقدم لمبادرات أخرى. تتنقل هذه القوافل الطبية بين مختلف الجهات، وتتدخل على مدى عدة أيام كلما وجدت حاجة أو نقصا في الخدمات الصحية. وتكون هذه القوافل في أغلبها متعددة التخصصات وتقدم علاجات عامة ومتخصصة (طب الأطفال، طب النساء والتوليد، الفحص بالأشعة، طب القلب، طب المسالك البولية، طب أمراض الجهاز التنفسي والسل، طب الأسنان، طب العيون، تجهيزات ذوي الاحتياجات الخاصة...).

وتتم برمجة هذه القوافل كذلك في إطار حملات خاصة بعلاج المصابين بمرض المياه البيضاء أو بالجراحة العامة. حيث تستهدف في المقام الأول الفئات الهشة، أي النساء والأطفال والأشخاص المسنين فضلا على ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يستفيدون من تشخيص كامل ورعاية مباشرة تشمل العلاجات الأولية والحصول المجاني على الأدوية.