أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بحي اليوسفية، على تدشين مركز طبي للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تم انجازه باستثمار إجمالي قدره 63 مليون درهم.
وينبع هذا المشروع التضامني، الذي أعطى جلالة الملك انطلاقة أشغال إنجازه في 24 مارس 2017، من القناعة الراسخة لجلالة الملك في جعل حق الولوج إلى الخدمات الصحية أحد الركائز الأساسية لتعزيز المواطنة، وعزم جلالته الأكيد على النهوض بالعرض الصحي من خلال توفير خدمات طبية للقرب وذات جودة.
وهكذا، فإن إنجاز هذا المركز ينسجم، مع الجهود المبذولة من طرف صاحب الجلالة سعيا إلى تشجيع ولوج الأشخاص المعوزين للعلاجات الطبية الأساسية، والتخفيف من حجم التدفقات وصفوف الانتظار على مستوى المراكز الاستشفائية، وكذا تقليص آجال مواعيد الفحوصات الطبية. وسيمكن هذا المركز، الذي سيتم العمل به على مدار الساعة (24/24)، من تسريع وتيرة التدخلات في الحالات الطبية المستعجلة وتخفيف الضغط الذي تعاني منه مصالح المستعجلات بالمؤسسات الاستشفائية القائمة. وهكذا سيتناوب أربعة متخصصين في مجال المستعجلات على العمل وفق نظام 12/36 حيث سيقومون بتأمين الحراسة ولاسيما على مستوى الوحدة التقنية للولادة وقاعات علاج الحالات التي تعاني من صدمات والفحوصات والعلاج والملاحظة والجبس.
كما سيتولى المركز ضمان تتبع طبي دوري ومنتظم للأشخاص الذين تستدعي حالتهم الصحية فحوصات متخصصة. وسيستفيد من المركز الطبي للقرب- مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الذي يعد منشأة وسيطة بين شبكة مؤسسات العلاجات الطبية الأساسية (المستوى 1 و2) وشبكة المستشفيات، ساكنة يزيد تعدادها عن 160 ألف شخص، ما سيمكن من ضمان المزيد من التكامل في العرض الصحي على مستوى الجهة. ويشتمل المركز الجديد على قطب للمستعجلات الطبية للقرب، وقطب للفحوصات المتخصصة الخارجية (الطب العام، وطب الغدد، وطب الكلي، وطب القلب والشرايين، وطب العيون، وطب الأطفال، وطب النساء والتوليد)، ووحدة للترويض الطبي، وقطب طبي-تقني مع جناح للعمليات الجراحية (قاعتين للجراحة وقاعة للاستيقاظ). كما يحتوي على قطب لصحة الأم والطفل يضم وحدة للولادة (3 قاعات للولادة)، وخدمات لأمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، والتلقيح، وقاعة للرعاية الصحية خاصة بالأطفال حديثي الولادة.
ويشتمل المركز، الذي تم تزويده بأحدث التجهيزات، أيضا، على وحدة لعلاجات الفم والأسنان، ووحدة للتصوير الطبي (الفحص بالأشعة، والتصوير الإشعاعي للثدي، والفحص بالصدى)، ومختبرا للتحاليل الطبية، ووحدة للتعقيم وأخرى للاستشفاء (12 غرفة مزدوجة)، وصيدلية، ومستودعا للأموات.
كما تتوفر المؤسسة الاستشفائية الجديدة على سيارة للإسعاف من النوع (ب)، ستعمل على ضمان النقل الطبي للمرضى.
ومن أجل أداء مهامه على الوجه الأكمل، يتألف طاقم المركز الطبي للقرب- مؤسسة محمد الخامس للتضامن بحي اليوسفية من 24 طبيبا، يتوزعون بين الطب العام وطب المستعجلات، والطب المتخصص، إلى جانب 27 من الممرضين والأطر شبه الطبية، وكذا أربعة أطر إدارية.
وعلى غرار المراكز الموجودة في طور الإنجاز بكل من طنجة (مقاطعة بني مكادة)، والدار البيضاء (حي سيدي مومن والمدينة الجديدة الرحمة)، وتمارة، يشكل المركز الجديد جزء من برنامج طموح تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والرامي إلى دعم القطاع الصحي الوطني، لاسيما عبر تعزيز العرض المتوفر من العلاجات، وإحداث شعبة لعلاجات القرب في متناول الساكنة، وإدماج مقاربة اجتماعية تكميلية ضمن آليات مصاحبة المرضى. ويأتي هذا المشروع الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ووزارة الصحة، ومجلس جهة الرباط- سلا- القنيطرة، ومجلس عمالة الرباط، لتعزيز مختلف المبادرات التي تنفذها المؤسسة في المجالين الصحي والإنساني، بما يعكس حجم الالتزام متعدد الأشكال والمتنوع للمؤسسة من أجل رفاهية الساكنة المعوزة.