أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ،اليوم الخميس، على تدشين مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، الذي أنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمستشفى الرازي بسلا. وينسجم هذا المشروع ذو البعد الاجتماعي القوي، والذي تطلب استثمارات بقيمة 5ر5 مليون درهم، تمام الانسجام مع الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة (فاتح يوليوز 2013 بمراكش)، والتي أكد فيها جلالة الملك قناعته "بأن حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة". ويندرج إحداث مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين في إطار برنامج العمل الذي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن من أجل دعم قطاع الصحة الوطني، لاسيما عبر مشاريع ذات مقاربة اجتماعية تكميلية. ويروم المركز الجديد تنويع باقة عروض العلاجات النفسية عبر اعتماد مقاربات بديلة لاستشفاء المسنين على وجه الخصوص. وهكذا، فإن المركز يقدم ، من خلال فضاء آخر غير فضاء مؤسسة العلاج النفسي، برنامجا نهاريا للعلاجات والتتبع والتواصل، خاصا بالأشخاص المسنين الذين يعانون من اضطرابات نفسية ومتلائما مع ظروفهم. كما ستمكن هذه المنشأة من توفير أرضية للتكوين الأكاديمي والتطبيقي في مجال طب الشيخوخة النفسي وكذا في البرامج البديلة للاستشفاء.
وستتيح هذه المنشأة ،أيضا، تقديم علاجات نفسية مكثفة تقوم على تدخلات فردية وجماعية، بالموازاة مع ربط الصلة بأسر المرضى وشبكة علاجاتهم، وكذا تأمين المتابعة الفردية والعمل الجماعي الذي يشمل الأبعاد المتعلقة بالعلاج النفسي والفني والبدني والاجتماعي، إلى جانب دور المركز في التعرف على المرض وطبيعة علاجه وتشجيع الإندماج في النسيج المجتمعي.
ويشتمل المركز ، المقام على مساحة مغطاة تبلغ 1100 متر مربع ، على مستشفى نهاري للفحص الطبي النفساني التقليدي، ومجموعة من القاعات الخاصة بأنشطة تنمية الإدراك، والعلاج الوظيفي، والعلاج الطبيعي، والعلاج النفسي، والعلاج بواسطة الموسيقى، والإسعاف ، والرعاية ، والاستضافة والراحة، فضلا عن فضاءات للإقامة والأنشطة الترفيهية.
وقد عهد بإدارة مركز الرعاية النفسية للمسنين والبالغين، الذي يشتمل أيضا على بهو للاستقبال ومكاتب للتقييم والصيانة وإدارة، لمستشفى الرازي بدعم من جمعية "سيلا".
وبهذه المناسبة، سلم جلالة الملك ، نصره الله ، حافلة صغيرة للجمعية المسيرة للمركز، كهبة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن بقيمة 500 ألف درهم.